جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ} (26)

{ إِنَّ {[50]} اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي } : لا يستنكف {[51]} من { أَن يَضْرِبَ مَثَلاً } : أن يبيّن شبها { مَّا } أي : أي مثل { بَعُوضَةً } : صغار البق عطف بيان لمثلاً { فَمَا فَوْقَهَا } في الصغر والحقارة كجناحها {[52]} أو في الكبر كالذباب ، { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ } المثل { الْحَقُّ } : الثابت الذي لا يسوغ إنكاره { مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا } : أي شيء { أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً } : نصب على التمييز أو الحال ، { يُضِلُّ بِهِ } : بالمثل { كَثِيراً } : من الكفار ، أي : إضلال كثير وضع الفعل موضع المصدر جواب {[53]} ماذا ، { وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً } : من المؤمنين ، { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ } : الخارجين عن حد الإيمان .


[50]:ثم إنه تعالى لما دفع عنهم بالدليل ريبهم المبهم في القرآن وأردف كما هو عادة كلام الله حال المتقين بحال الشاك أخذ يفحمهم بأن لا مطعن في لبعض [كذا بالأصل] آياته الذي هو الأمثال هو ريبهم لمعين فقال: (إن الله لا يستحي( الآية/12م
[51]:لا يترك المثل ترك من لا يستحي [كذا الأصل] أن يمثل بأمثال البعوضة لحقارتها فإن الحياء انقباض النفس عن القبيح مخافة الذم وفي الحديث (إن الله حيي كريم) الحديث/12 منه. [صحيح أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وانظر صحيح الجامع (1757)
[52]:كما تقول: فلان شحيح جاهل فيقول السامع: نعم وفوق ذلك قال الإمام الرازي: هو قول أكثر المحققين/12 منه.
[53]:أي أراد الله بهذا إضلال كثير وهداية كثير/12 منه