{ الَّذِينَ {[552]} يَأْكُلُونَ الرِّبَا } لما ذكر الأبرار المخرجين للصدقات ، شرع في ذكر أكلة الربا وأموال الناس بالظلم ، وعبر عن الأخذ بالأكل ، لأن الأكل أعظم المنافع ، والربا شائع في المطعومات ، { لاَ يَقُومُونَ } من قبورهم ، { إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ } أي : إلا قياما كقيام المصروع ، { مِنَ الْمَسِّ {[553]} } أي : الجنون ، وهو متعلق بلا يقومون ، أو بيقوم ، وفي الحديث " مر عليه السلام ليلة الإسراء على قوم بطونهم {[554]} كالبيوت {[555]} ، وأخبر أنهم أكلة الربا " ، { ذَلِكَ } أي : العقاب ، { بِأَنَّهُمْ } : بسبب أنهم ، { قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا } : اعترضوا {[556]} على أحكام الله ، وقالوا : البيع مثل الربا ، وإذا كان الربا حراما فلا بد أن يكون البيع كذلك ، { وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } يحتمل {[557]} أن يكون تتمة كلام المعترض المشرك ، ويحتمل أن يكون من كلام الله ردا عليهم ، أي : اعترضوا ، والحال أن الله فرق بين هذا وهذا ، وهو الحكيم العليم ، { فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ } : بلغه وعظ من الله ، { فَانتَهَىَ } : فاتعظ وتبع النهي حال وصول الشرع إليه ، { فَلَهُ مَا سَلَفَ } من المعاملة ، أي : له ما كان أكل من الربا زمن الجاهلية ، { وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ } : يحكم يوم القيامة بينهم ، وليس من أمره إليكم شيء ، { وَمَنْ عَادَ {[558]} } إلى تحليله وأكله ، { فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لكفرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.