تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (275)

{ الذين يأكلون الربا لا يقومون } يعني من قبورهم يوم القيامة { إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } يعني الخبل [ يعني مجنون ، تقول : رجل مجنون ، أي مخبول ، كذلك آكل الربا ] .

يحيى : عن حماد [ عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عن ليلة أسري به ، فكان في حديثه : فإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت ، يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : هؤلاء أكلة الربا " ثم تلا هذه الآية { الذين يأكلون } الآية{[182]} .

وقوله : { ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا } هو الذي كانوا يعملون به في الجاهلية ، إذا حل دين أحدهم على صاحبه قال المطلوب : أخرني وأزيدك ، فكانوا في الإسلام إذا فعلوا ذلك ، قال لهم المسلمون : إن هذا ربا ، قالوا : لا ، سواء علينا زدنا في أول البيع ، أو عند محل الأجل ، فأكذبهم الله ، فقال : { وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه } يعني البيان الذي في القرآن في تحريم الربا { فانتهى فله ما سلف } أي غفر الله له ما سلف { وأمره إلى الله } إن شاء عصمه منه بعد ، وإن شاء لم يفعل { ومن عاد } فاستحل الربا { فأولئك أصحاب النار } . قال محمد : المعنى : من استحل الربا ، وقال : هو مثل البيع ، واعتقد ذلك بعد نهي الله عنه ، فهو كافر .


[182]:أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/365 – 370) البيهقي في دلائل النبوة (2/390، 396) ومداره على أبي هارون العبدي ضعيف.