قوله : ( الذِينَ يَاكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ ) الآية [ 274 ] .
معناها : الذين يأكلون الربا في الدنيا لا يقومون في الآخرة إذا بعثوا من قبورهم إلا مثل قيام المجنون( {[8948]} ) .
والمس : الجنون( {[8949]} ) . قاله مجاهد وقتادة وابن جبير وغيرهم ؛ قالوا : " يقوم( {[8950]} ) الخلق من قبورهم مسرعين كما قال تعالى : ( يَخْرُجُونَ مِنَ الاَجْدَاثِ سِرَاعاً )( {[8951]} ) إلا أكلة الربا ، فإن الربا يربو في بطونهم فيقومون ويسقطون( {[8952]} ) ، يريدون الإسراع فلا يقدرون ، فهم بمنزلة المتخبط من الجنون " ( {[8953]} ) .
قال ابن جبير : / " يبعث أحدهم حين يبعث ، وشيطان يخنقه " ( {[8954]} ) .
والقصد بالنهي في هذه الآية : كل من أخذ الربا أكله أو لم يأكله .
وكان أهل الجاهلية إذا حل على أحدهم الأجل في دين/ عليه ، يقول الذي عليه الدين( {[8955]} ) : " زِدْنِي فِي الأَجَل وَأَزِيدُكَ فِي دَيْنِكَ " ، فنهى الله عن ذلك ، وقال : ( اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّومِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَاذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) [ 278 ]( {[8956]} ) .
وأصل الربا الزيادة( {[8957]} ) ، وهو في التجارة والبيع والشراء جائز إذا كان على وجهه الذي قد بينته السنة والكتاب . فأصل الربا المحرم أن يقول الذي عليه الدين( {[8958]} ) : " أَخِّرْنِي( {[8959]} ) وَأَزِيدَكَ في دَينك " ، ثم جرى مجراه كل ما شابهه في البيوع والدين ، وغير ذلك مما قد( {[8960]} ) أحكمته السنة وفسره العلماء( {[8961]} ) .
وقد روى محمد بن كعب القرظي( {[8962]} ) أن النبي صلى الله عليه وسلم( {[8963]} ) قال : " كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً فَهُوَ رِبَا " ( {[8964]} ) .
قوله : ( فَلَهُ مَا سَلَفَ ) [ 274 ] .
أي ما أكل وأخذ قبل مجيء الموعظة فذلك مغفور له .
( وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ) [ 274 ] .
أي في المستقبل ، إن شاء ثبته وإن شاء رده إلى ما نهاه عنه( {[8965]} ) .
ومن عاد فعمل بالربا حتى يموت فأولئك أصحاب النار . قال ذلك سفيان( {[8966]} ) . وقال غيره : " من عاد فقال : إنما البيع مثل الربا ، وتمادى عليه ، فهو من أصحاب النار( {[8967]} ) " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.