{ لِلَّهِ ما فِي {[579]} السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } خلقا وملكا ، { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } : ما خطر {[580]} ببالكم من السوء ، { يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ } في الآخرة ، لما نزلت {[581]} غمت الصحابة " فقالوا هلكنا ، فقلوبنا ليست بأيدينا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا سمعنا وأطعنا ، فقالوها " فنزلت " آمن الرسول " إلى " عليها ما اكتسبت " فنسختها ، وتجاوز لهم عن حديث النفس وصرح بنسخها أكثر السلف {[582]} ، وبعضهم صرحوا بعدم نسخها ، وقالوا : يخبرهم الله يوم القيامة بما أخفوا في أنفسهم ، فيغفر للمؤمنين ، ويؤاخذ أهل الشك والنفاق ، فمعنى المحاسبة : الإخبار ، وعن عائشة {[583]} رضي الله عنها " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين سألت عن الآية : هذه معاتبة الله العبد بما يصيبه الله من الحمى والنكبة ، حتى البضاعة يضعها في يد قميصه فيفقدها ، فيفرغ لها ، حتى أن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير " ، فعلى هذا المحاسبة المؤاخذة ، لكن المحاسبة إما في الدنيا ، وإما في الآخرة ، { فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ } مغفرته ، { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ } تعذيبه ، { وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } من المحاسبة وغيرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.