جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَوۡمَ نَطۡوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلۡكُتُبِۚ كَمَا بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا فَٰعِلِينَ} (104)

{ يَوْمَ } عامله لا يحزنهم أو تتلقاهم أو اذكر ، { نَطْوِي السَّمَاء } الطي ضد النشر ، { كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } السجل الصحيفة ، صرح بذلك جماهير السلف ، أي : كطي الطومار لأجل ما يكتب فيه ، يعني : تطوى السماء كما يطوى الكتاب الطومار ويسوى ويضعه مطويا حتى إذا احتاج إلى الكتابة لم يحتج إلى تسوية ، أو السجل ملك يطوي كتب بني آدم وعلى هذا اللام زيدت للاختصاص ، وفي سنن أبي داود والنسائي أنه كاتب لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- وكثير من الأكابر{[3316]} صرحوا بوضعه{[3317]} ، وقالوا : لا يعرف من الصحابة أحد اسمه السجل ، { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ{[3318]} } ، أي : نعيد أول الخلق كما بدأناه ، وأول الخلق عبادة عن إيجادة عن العدم فنصب أول نعيد المقدر المفسر بنعيد وكم مفعول مطلق أو كما مفعول به لنعيد المقدر وما موصولة ، وأول ظرف لبدأنا وحينئذ مفعول بدأنا ضمير لما ، أي : نعيد مثل الذي بدأناه في أول الخلق حين الإيجاد عن العدم ، { وَعْدًا عَلَيْنَا } ، أي : نعد وعدا علينا إنجازه ، أو مصدر مؤكد ، { إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } : ذلك البتة ،


[3316]:وفي الوجيز وأما أن السجل اسم لكاتب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كما في أبي داود والنسائي، فقد حكم النقاد أنه موضوع، وليس في الصحابة من يسمى بالسجل. انتهى، وفي الفتح قال ابن كثير: هذا منكر جدا، وقد صرح جماعة من الحفاظ بوضعه، وإن كان في سنن أبي داود منهم الحافظ المزي وقد أفرد الشوكاني لهذا الحديث جزء على حدة وقد تصدى الإمام ابن جرير للإنكار على هذا الحديث ورده أتم رد، وقال: لا نعرف في الصحابة أحدا اسمه سجل، وكتاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كانوا معروفين وليس فيهم أحد اسمه السجل انتهى /12.
[3317]:كأبي الحجاج والمزي والإمام أبي جعفر ابن جرير، وقالا. موضوع ركيك /12 منه.
[3318]:يعني كما أبرزناه من العدم نعيده ثاني مرة أو خبر من أن كل شخص يبعث على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا كما ورد في الحديث: (يحشر الناس حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده) /12 وجيز.