وقوله تعالى :{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء } أي اذكره . أو ظرف ل { لا يخزيهم } أو ل { تتلقاهم } . والطي ضد النشر . وقوله : { كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } أي كما يطوى السجل وهو الكتاب . واللام في { للكتب } لام التبيين . ولذلك قرئ ( الكتاب ) بالإفراد . أو بمعنى ( من ) وفيه قرب من الأول ، أو ( الكتب ) بمعنى المكتوب . أي كطي الصحيفة على مكتوبها . فاللام بمعنى ( على ) وهو ما اختاره ابن جرير .
ما نقل عن ابن عباس أن السجل اسم رجل يكتب للنبي صلوات الله عليه ، كما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما ، فأثر منكر لا يصح .
قال ابن كثير : وقد صرح بوضعه جماعة من الحفاظ ، وإن كان في ( سنن أبي داود ) . منهم شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي .
وكذلك تقدم في رده الإمام ابن جرير وقال : لا يعرف في الصحابة أحد اسمه السجل . وكتاب النبي صلوات الله عليه ، معروفون ، وليس فيهم أحد اسمه السجل .
وصدق رحمه الله في ذلك . وهو من أقوى الأدلة على نكارة هذا الحديث .
وأما من ذكره في أسماء الصحابة ، فإنما اعتمد على هذا الحديث . والصحيح عن ابن عباس أن السجل هي الصحيفة . انتهى .
وهذه الآية كآية : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ، سبحانه وتعالى عما يشركون } وطي السماء كناية عن انكدار نجومها ، ومحو رسومها ، بفساد تركيبها واختلال نظامها . فلا يبقى أمر ما فيها من الكواكب على ما نراه اليوم . فيخرب العالم بأسره : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } أي منجزين إياه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.