وقيل { يوم نطوي السماء } ذكره مكي .
{ وتتلقاهم الملائكة } بالسلام عليهم .
وعن ابن عباس : تلقاهم الملائكة بالرحمة عند خروجهم من القبور قائلين لهم { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } بالكرامة والثواب والنعيم .
وقرأ أبو جعفر { لا يحزنهم } مضارع أحزن وهي لغة تميم ، وحزن لغة قريش ، والعامل في يوم { لا يحزنهم } و { تتلقاهم } وأجاز أبو البقاء أن يكون بدلاً من العائد المحذوف في { توعدون } فالعامل فيه { توعدون } أي أيوعدونه أو مفعولاً باذكر أو منصوباً بأعني .
وأجاز الزمخشري أن يكون العامل فيه { الفزع } وليس بجائز لأن { الفزع } مصدر وقد وصف قبل أخذ معموله فلا يجوز ما ذكر .
وقرأ الجمهور { نطوي } بنون العظمة .
وفرقة منهم شيبة بن نصاح يطوي بياء أي الله ، وأبو جعفر وفرقة بالتاء مضمومة وفتح الواو و { السماء } رفعاً والجمهور { السجل } على وزن الطمر .
وأبو هريرة وصاحبه وأبو زرعة بن عمرو بن جرير بضمتين وشد اللام ، والأعمش وطلحة وأبو السماك { السجل } بفتح السين والحسن وعيسى بكسرهما ، والجيم في هاتين القراءتين ساكنة واللام مخففة .
وقال أبو عمر : وقراءة أهل مكة مثل قراءة الحسن .
وقال مجاهد { السجل } الصحيفة .
وقيل : هو مخصوص من الصحف بصحيفة العهد ، والمعنى طياً مثل طي السجل ، وطي مصدر مضاف إلى المفعول ، أي ليكتب فيه أو لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة ، والأصل { كطيّ } الطاوي { السجل } فحذف الفاعل وحذفه يجوز مع المصدر المنحل لحرف مصدري ، والفعل ، وقدره الزمخشري مبنياً للمفعول أي كما يُطْوَى السجل .
وقال ابن عباس وجماعة { السجل } ملك يطوى كتب بني آدم إذا رفعت إليه .
وقالت فرقة : هو كاتب كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذين القولين يكون المصدر مضافاً للفاعل .
وقال أبو الفضل الرازي : الأصح أنه فارسي معرب انتهى .
وقيل : أصله من المساجلة وهي من { السجل } وهو الدلو ملأى ماء .
وقال الزجاج : هو رجل بلسان الحبش .
وقرأ الجمهور : للكتاب مفرداً وحمزة والكسائي وحفص { للكتب } جمعاً وسكن التاء الأعمش .
وقال الزمخشري : { أول خلق } مفعول نعيد الذي يفسره { نعيده } والكاف مكفوفة بما ، والمعنى نعيد أول الخلق كما بدأناه تشبيهاً للإعادة بالإبداء في تناول القدرة لهما على السواء فإن قلت : وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه قلت : أو له إيجاده من العدم ، فكما أوجده أولاً عن عدم يعيده ثانياً عن عدم .
فإن قلت : ما بال خلق منكراً ؟ قلت : هو كقولك : هو أول رجل جاءني تريد أول الرجال ، ولكنك وحدته ونكرته إرادة تفصيلهم رجلاً رجلاً فكذلك معنى { أول خلق } أول الخلائق لأن الخلق مصدر لا يجمع ووجه آخر ، وهو أن ينتصب الكاف بفعل مضمر يفسره نعيده وما موصولة ، أي نعيد مثل الذي بدأناه { نعيده } و { أول خلق } ظرف لبدأناه أي أول ما خلق أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ الثابت في المعنى انتهى .
والظاهر أن الكاف ليست مكفوفة كما ذكر بل هي جارة وما بعدها مصدرية ينسبك منها مع الفعل مصدر هو في موضع جر بالكاف .
و { أول خلق } مفعول { بدأنا } والمعنى نعيد أول خلق إعادة مثل بدأتنا له ، أي كما أبرزناه من العدم إلى الوجود نعيده من العدم إلى الوجود .
في ما قدره الزمخشري تهيئة { بدأنا } لأن ينصب { أول خلق } على المفعولية .
وقطعه عنه من غير ضرورة تدعو إلى ذلك وارتكاب إضمار يعيد مفسراً بنعيده وهذه عجمة في كتاب الله ، وأما قوله : ووجه آخر وهو أن ينتصب الكاف بفعل مضمر يفسره { نعيده } فهو ضعيف جداً لأنه مبني على أن الكاف اسم لا حرف ، فليس مذهب الجمهور إنما ذهب إلى ذلك الأخفش وكونها اسماً عند البصريين غير مخصوص بالشعر .
وقال ابن عطية : يحتمل معنيين أحدهما : أن يكون خبراً عن البعث أي كما اخترعنا الخلق أولاً على غير مثال كذلك ننشئهم تارة أخرى فنبعثهم من القبور .
والثاني أن يكون خبراً عن أن كل شخص يبعث يوم القيامة على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا ويؤيده «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً » { كما بدأنا أول خلق نعيده } وقوله { كما بدأنا } الكاف متعلقة بقوله { نعيده } انتهى .
وانتصب { وعداً } على أنه مفعول مصدر مؤكداً لمضمون الجملة الخبرية قبله { إنّا كنا فاعلين } تأكيد لتحتم الخبر أي نحن قادرون على أن نفعل
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.