الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَوۡمَ نَطۡوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلۡكُتُبِۚ كَمَا بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا فَٰعِلِينَ} (104)

وقوله سبحانه : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } يحتمل معنيين : أحدهما : أن يكون خبراً عن البعث ، أي كما اخترعنا الخلق أوَّلاً على غير مثال كذلك ننشئهم تارة أخرى ، فنبعثهم من القبور .

والثاني أنْ يكونَ خبراً عن أَنَّ كل شخص يُبْعَثُ يوم القيامة على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا ، ويؤيد هذا قولُه صلى الله عليه وسلم : ( يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةٌ عُرَاةً غُرْلاً ) { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } ) .

وقوله : { كَمَا بَدَأْنَا } الكاف مُتَعَلِّقَةٌ بقوله : { نُّعِيدُهُ }