جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ فَلۡيَمۡدُدۡ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لۡيَقۡطَعۡ فَلۡيَنظُرۡ هَلۡ يُذۡهِبَنَّ كَيۡدُهُۥ مَا يَغِيظُ} (15)

{ مَن{[3337]} كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ } ، أي : نبيه ، { فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } كما قال المشركون : ننتظر عليه الدوائر ، { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء } : يمد حبلا إلى سماء بيته ، أي : سقفه ، { ثُمَّ لِيَقْطَعْ } : يختنق{[3338]} ، { فَلْيَنظُرْ } : يتأمل ، { هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ } ، سماه كيدا لأنه منتهى ما يصل إليه يده ، { مَا يَغِيظُ } : من نصر الله أو غيظه ، وحاصله أن الله ناصر رسوله فمن يتوقع من غيظه خلاف ذلك فليجتهد في إزالة ما يغيظه بأن يفعل ما يفعل الممتلئ غيظا ، يعني ليس في يده إلا ما لا يذهب غيظه ، وعن بعض معناه فليتوسل إلى بلوغ السماء ، فإن النصر من السماء ثم ليقطع ذلك عنه ، قيل : المراد بالنصر الرزق وحينئذ الضمير في ينصره لمن ،


[3337]:ولما ذم حال من لا يطمئن قلبه في بعض الأحوال، وفطن في شأن نفسه أنه ربما لا يكون الرب ناصره لشك في دينه كما نقل أن بعض الأعراب قالوا: لو لم يكن الدين منصورا ينقطع ما بينا وبين حلفائنا من يهود فأنزل الله تعالى: {من كان يظن أن لم ينصره الله} الآية / 12 وجيز.
[3338]:ليختنق سمي الاختناق قطعا لأن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه /12.