جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ} (34)

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ } ، لكل أهل دين ، { جَعَلْنَا مَنسَكًا } ، بفتح السين مصدر ، أي : ذبح المناسك وبكسرها موضع نسك يعني : إراقة الدماء مشروعة في جميع الملل ، وعن بعض لم يجعل الله لأمه منسكا غير مكة ، { لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ } أي : المقصود من المناسك خلوص العبادة له ، { فَإِلَهُكُمْ } : أنتم ومن قبلكم ، { إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا } : انقادوا له لا ليغيره ، { وَبَشِّرِ{[3371]} الْمُخْبِتِينَ } الخاشعين الراضين بقضائه ،


[3371]:وناسب من اتصف بالإخبات بتبشيره هنا لأن أفعال الحج من نوع الثياب، وليس مثل الكفن وكشف الرأس والتردد على المواضع الغبرة والتلبس بالمشاق التي لا يعلم حكمتها إلا الله مؤذنة بالتواضع التام والاستسلام /12.