جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِّكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكًا هُمۡ نَاسِكُوهُۖ فَلَا يُنَٰزِعُنَّكَ فِي ٱلۡأَمۡرِۚ وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدٗى مُّسۡتَقِيمٖ} (67)

{ لِكُلِّ{[3393]} أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا } أي : لكل أمة نبي جعلنا شريعة ، { هُمْ نَاسِكُوهُ } : عاملوه ، { فَلا يُنَازِعُنَّكَ } : سائر أرباب الملل ، { فِي الأَمْرِ } : في أمر الدين أو المراد نهيه –عليه السلام- عن منازعتهم ، أي : لا يلتفت إلى منازعتهم ولا تمكنهم من المنازعة{[3394]} ، أو معناه : لكل قوم جعلنا وقدرنا طريقة هم فاعلوها البتة بحكم القدر فلا تتأثر منازعتهم{[3395]} فيك ولا يصرفنك عما أنت عليه من الحق ونحو { ولكل وجهة هو موليها } [ البقرة : 148 ] ، قيل : نزلت فيمن جادل وقال : ما لكم تأكلون ما تقتلونه ولا تأكلون ما قتله الله ؟ ! { وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ } : إلى عبادته ، { إنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } : طريق موصل إلى المقصود ،


[3393]:ولما ذكر أن الإنسان كفور عقبه بما يدل على كفرانه فقال: {لكل أمة} الآية /12 وجيز.
[3394]:فالمراد نهيه عن الكينونة على وصف يكون سببا لمنازعتهم /12 منه.
[3395]:فيكون من نازعته فترعتها إذا غلبه /12.