السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِّكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكًا هُمۡ نَاسِكُوهُۖ فَلَا يُنَٰزِعُنَّكَ فِي ٱلۡأَمۡرِۚ وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدٗى مُّسۡتَقِيمٖ} (67)

{ لكل أمة } أي : في كل زمان { جعلنا منسكاً } قال ابن عباس : شريعة يتعبدن بها { هم ناسكوه } أي : عاملون بها ، وروي عنه أنه قال : عيداً ، وقال مجاهد وقتادة : موضع قربان يذبحون فيه ، وقيل : موضع عبادة ، وقرأ حمزة والكسائي : منسكاً ، بكسر السين ، والباقون بفتحها { فلا ينازعنك في الأمر } أي : أمر الذبائح ، نزلت في بديل بن ورقاء ، وبشر بن سفيان ، ويزيد بن خنيس قالوا لأصحاب النبيّ : صلى الله عليه وسلم ما لكم تأكلون مما تقتلون ، ولا تأكلون مما قتله الله تعالى ؟ يعنون الميتة ، وقال الزجاج : هو نهي له صلى الله عليه وسلم عن منازعتهم كما تقول : لا يضاربنك فلان أي : فلا تضاربه ، وهذا جائز في الفعل الذي لا يكون إلا بين اثنين معناه لا تنازعهم أنت { وادع } أي : أوقع الدعوة لجميع الخلق { إلى ربك } المحسن إليك أي : إلى دينه ، ثم علل ذلك بقوله : { إنك } مؤكداً له بحسب ما عندهم من الإنكار { لعلى هدى } أي : دين واضح { مستقيم } هو دين الإسلام .