جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ جَامِعٖ لَّمۡ يَذۡهَبُواْ حَتَّىٰ يَسۡتَـٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (62)

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } : من صميم القلب ، { وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ } : مع الرسول عطف على آمنوا ، { عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ } : كالحروب ، والجمعة ، والمشورة ، { لَمْ يَذْهَبُوا } : عن محضرة ، { حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ } ، حذف قوله : { ويأذن لهم } ، لأنه كالمستغني عنه ، وكانت الصحابة إذا أرادوا أن يخرجوا من المسجد لحاجة ، وهو عليه السلام في المنبر لم يخرجوا حتى يقوموا بحياله فيأذن فيخرج ، { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } : إيمانا صدقا ، { فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ } : مهامهم ، { فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } : فالأمر مفروض إليك ، { وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ } : فإن الذهاب عن مجلسك ربما يكون زللا لهم ، { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } : لفرطات العباد ، { رَّحِيمٌ }