قوله تعالى{[49336]} ذكره : { إنما المومنون الذين{[49337]} آمنوا بالله ورسوله }[ 60 ] ، إلى قوله : { عليم }[ 62 ] ، آخر السورة{[49338]} ، أي إنما المؤمنون حق الإيمان : الذين صدقوا الله ورسوله وإذا كانوا مع رسوله على{[49339]} أمر يجتمع إليه{[49340]} الجميع من حرب ، أو صلاة ، أو تشاور في رأي / يعم نفعه لم يذهبوا عنه حتى يستأذنوه .
ثم قال : { إن الذين يستاذنونك أولئك يومنون بالله ورسوله }[ 60 ] أي إن الذين يستأذنونك يا محمد في الانصراف ، ولا يمضون عنك بغير رأيك أولئك{[49341]} هم المؤمنون بالله ورسوله حقا{[49342]} .
ثم قال تعالى لنبيه : { فإذا استاذنوك لبعض شأنهم }[ 60 ] أي : لبعض حاجاتهم{[49343]} { فاذن لمن شئت منهم }[ 60 ] ، في الانصراف عنك { واستغفر لهم الله }[ 60 ] ، أي : وادع لهم الله أن يتفضل عليهم بالمغفرة ، إن الله غفور{[49344]} لذنوب عباده التائبين ، رحيم بهم أن يعاقبهم عليها{[49345]} بعد توبتهم منها .
وقيل{[49346]} : المعنى : واستغفر لهم الله لخروجهم عن الجماعة إن رأيت{[49347]} لهم عذرا .
ويروى : أن هذه الآية نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه : استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له ثم{[49348]} قال : " يا أبا حفص لا تنسنا{[49349]} في صالح دعائك " ، فأمر الله نبيه بالإذن لمن استأذنه ، وأمره ، يستغفر لهم{[49350]} ، ودل قوله : { أولئك الذين يومنون بالله ورسوله }[ 60 ] ، على أن{[49351]} العمل بأوامر الله هو من{[49352]} الإيمان ، فالعمل بالاستئذان الذي أمرهم به من الإيمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.