الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ جَامِعٖ لَّمۡ يَذۡهَبُواْ حَتَّىٰ يَسۡتَـٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (62)

قوله تعالى{[49336]} ذكره : { إنما المومنون الذين{[49337]} آمنوا بالله ورسوله }[ 60 ] ، إلى قوله : { عليم }[ 62 ] ، آخر السورة{[49338]} ، أي إنما المؤمنون حق الإيمان : الذين صدقوا الله ورسوله وإذا كانوا مع رسوله على{[49339]} أمر يجتمع إليه{[49340]} الجميع من حرب ، أو صلاة ، أو تشاور في رأي / يعم نفعه لم يذهبوا عنه حتى يستأذنوه .

ثم قال : { إن الذين يستاذنونك أولئك يومنون بالله ورسوله }[ 60 ] أي إن الذين يستأذنونك يا محمد في الانصراف ، ولا يمضون عنك بغير رأيك أولئك{[49341]} هم المؤمنون بالله ورسوله حقا{[49342]} .

ثم قال تعالى لنبيه : { فإذا استاذنوك لبعض شأنهم }[ 60 ] أي : لبعض حاجاتهم{[49343]} { فاذن لمن شئت منهم }[ 60 ] ، في الانصراف عنك { واستغفر لهم الله }[ 60 ] ، أي : وادع لهم الله أن يتفضل عليهم بالمغفرة ، إن الله غفور{[49344]} لذنوب عباده التائبين ، رحيم بهم أن يعاقبهم عليها{[49345]} بعد توبتهم منها .

وقيل{[49346]} : المعنى : واستغفر لهم الله لخروجهم عن الجماعة إن رأيت{[49347]} لهم عذرا .

ويروى : أن هذه الآية نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه : استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له ثم{[49348]} قال : " يا أبا حفص لا تنسنا{[49349]} في صالح دعائك " ، فأمر الله نبيه بالإذن لمن استأذنه ، وأمره ، يستغفر لهم{[49350]} ، ودل قوله : { أولئك الذين يومنون بالله ورسوله }[ 60 ] ، على أن{[49351]} العمل بأوامر الله هو من{[49352]} الإيمان ، فالعمل بالاستئذان الذي أمرهم به من الإيمان .


[49336]:"قوله تعالى ذكره" سقطت من ز.
[49337]:"الذين آمنوا بالله ورسوله" سقطت من ز.
[49338]:"آخر السورة" سقطت من ز.
[49339]:"على" سقطت من ز.
[49340]:ز: جامع يجمع الجمع.
[49341]:"أولئك" سقطت من ز.
[49342]:"حقا" سقطت من ز.
[49343]:"دليل على أن أمر الاستئذان مضيق لا يجوز ارتكابه في كل شأن"، انظر: غرائب القرآن 8/132.
[49344]:بعدها في ز: رحيم.
[49345]:"عليها" سقطت من ز.
[49346]:انظر: زاد المسير 6/68، والقرطبي 12/321، ومجمع البيان 18/81.
[49347]:ز: أرايت.
[49348]:ز: فتم.
[49349]:ز: لا تنسانا.
[49350]:"لهم" سقطت من ز.
[49351]:"أن" سقطت من ز.
[49352]:"من" سقطت من ز.