تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ جَامِعٖ لَّمۡ يَذۡهَبُواْ حَتَّىٰ يَسۡتَـٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (62)

{ إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه } أي النبي صلى الله عليه وسلم { على أمر جامع } يقول : إذا اجتمعوا على أمر هو لله عز وجل طاعة ، { لم يذهبوا } يعنى لم يفارقوا النبي صلى الله عليه وسلم ، { حتى يستئذنوه إن الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم } يعنى لبعض أمرهم { فأذن لمن شئت منهم } يعنى من المؤمنين ، نزلت في عمر بن الخطاب ، رضوان الله عليه ، في غزاة تبوك ، وذلك أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجعة أن يسمع المنافقين ، إلى أهله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "انطلق فوالله ما أنت بمنافق" يريد أن يسمع المنافقين ، فلما سمعوا ذلك ، قالوا : ما بال محمد إذا استأذنه أصحابه أذن لهم ، فإذا استأذناه لم يأذن لنا ، فواللات ما نراه يعدل ، وإنما زعم أنه جاء ليعدل ، ثم قال : { واستغفر لهم } يعنى للمؤمنين { الله إن الله غفور رحيم } .