جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63)

{ لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم{[3585]} بَعْضًا } : لا تدعوه باسمه كما يدعو بعضكم بعضا ، فقالوا : يا نبي الله ، يا رسول الله لا : يا{[3586]} محمد يا أبا القاسم ، أو احذروا{[3587]} دعاءه عليكم إذا أسخطتموه ، فإن دعاءه موجب ليس كدعاء بعضكم على بعض ، { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ } ، أي : يتسلون ، { مِنكُمْ } : قليلا قليلا ، ويخرجون ، { لِوَاذًا } : ملاوذين{[3588]} مستترين بعضهم ببعض للخروج أو يلوذ بمن يؤذن ، فينطق معه كأنه تابعه من لاذ يلوذ ، وكأن هذا ديدن المنافقين يهربون بأي وجه يمكن لهم من محضر حضرة النبوة صلوات الله وسلامه عليه ، { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ } : معرضين{[3589]} ، { عَنْ أَمْرِهِ } : منصرفين عنه بغير إذنه مخالفين أمره ، { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } : في الدنيا ، { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } : في الآخرة ،


[3585]:ومعناه لا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضا في جواز الإعراض والمساهلة في إجابته، والرجوع بعد الإجابة بغير إذنه فإن المبادرة إلى إجابته واجبة وإن كنتم في الصلاة والمراجعة بغير إذنه محرمة /12وجيز.
[3586]:قاله ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، ومقاتل بن حيان، وزيد بن أسلم /12 منه.
[3587]:حكاه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن والبصري وعطية العوفي /12 منه.
[3588]:ملاوذين يلوذ بعضهم ببعض بحيث يدور معه إذا دار استتارا من رسول الله صلى الله عليه وسلم /12 وجيز.
[3589]:قوله معرضين عن أمره إشارة إلى أن تعدية المخالفة بعن لتضمين معنى الإعراض وإلا فالمخالفة متعدية بنفسه كما أشار إليه بقوله مخالفين أمره /12 منه.