جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (135)

{ والذين إذا فعلوا فاحشة } : قبيحة بالغة في القبح ، نزلت{[825]} حين قال المؤمنون : ( كانت بنو إسرائيل أكرم على الله منا ؛ لأنهم إذا أذنبوا ذنبا أصبحت كفارة ذنوبهم مكتوبة على عتبة أبوابهم ؛ أو نزلت في رجل قبل امرأة وعانقها ثم ندم ، وقيل الفاحشة الزنا والكبائر ، { أو ظلموا أنفسهم } : بالصغائر وما دون الزنا ، { ذكروا الله } : أي : وعيده ، أو ذكروه باللسان : { فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله } ، استفهام بمعنى النفي معترض بين المعطوف والمعطوف عليه دال على سعة رحمته ، { ولم يصرّوا على ما فعلوا } : لم يقيموا على ذنوبهم ، بل أقروا واستغفروا وفي الحديث{[826]} ( ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة ) ، { وهم يعلمون } : أنها معصية أو أن الإصرار ضار أو أن الله يملك مغفرة الذنوب ، أو أنهم إن استغفروا غفر لهم .


[825]:نقلهما محبي السنة، ووافقه الواحدي في الثاني/12 منه.
[826]:الذي رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما/12 [وهو ضعيف، انظر ضعيف الجامع (5006)، وضعيف أبي داود].