قوله تعالى : { وَسَارِعُواْ } : قرأ نافع وابن عامر : " سارعوا " دون واو . والباقون بواو العطف . فَمَنْ أَسْقطها استأنف الأخير بذلك ، أو أراد العطفَ ولكنه حَذَفَ العاطفَ للدلالة كقوله تعالى : { ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] . وقد تقدَّم ضعفُ هذا المذهب . ومَنْ أثبت الواو عطفَ جملةً أمريةً على مثلها . وبعد اتِّباعِ الأثرِ في التلاوة اتَّبَع كلٌّ رسمَ مصحَفه فإنَّ الواو ساقطةٌ من مصاحف المدينة والشام ثابتةٌ فيما عداها .
قوله : { مِّن رَّبِّكُمْ } صفةً ل " مغفرة " و " مِنْ " للابتداء مجازاً . وقوله : { عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ } لا بد من حذف أي : مثلُ عرض السماوات ، يدل عليه قوله : { عَرْضُهَا كَعَرْضِ } والجملةٌ في محلِّ جرِّ صفةً ل " جنة " .
قوله : { أُعِدَّتْ } يجوزُ أَنْ يكونَ محلُّها الجرَّ صِفةً ثانية ل " جنة " ، ويجوز أن يكونَ محلُّها النَصبَ على الحال من " جنة " ؛ لأنها لَمَّا وُصِفَتْ تَخَصَّصَتْ فَقَرُبت من المعارف . قال أبو البقاء : " ويجوز أن تكون مستأنفة ، ولا يجوز أن تكونَ حالاً من المضاف إليه لثلاثة أشياء ، أحدها : أنه لا عامل ، وما جاء من ذلك متأولٌ على ضعفه . والثاني : العَرْضُ هنا لاَ يُراد به المصدرُ الحقيقي بل يُرادُ به المسافة . والثالث : أنَّ ذلك يَلْزَمُ منه الفصلُ بين الحال وبين صاحبِ الحالِ بالخبر " معنى بالخبر قولَه " السماوات " وهو ردٌّ صحيح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.