جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ} (54)

{ الله{[3974]} الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة{[3975]}( * ) } ، يعني : ابتدأكم ضعافا كقوله : { خلق الإنسان من عجل } [ الأنبياء : 37 ] يعني أساس أمرهم وما عليه جبلتهم الضعف ، { ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة{[3976]} } : رجع إلى حالة الطفولية ، { يخلق ما يشاء وهو العليم القدير } فإن هذا التردد في هذه الأحوال أظهر دليل على صانع عليم قدير ،


[3974]:ولما ذكر من الدلائل الآفاقية ما هو دال على الإعادة ذكر شيئا من الأنفسية دالا على ذلك فقال: {الله الذي خلقكم من ضعف} الآية /12 وجيز.
[3975]:قرأ حفص (أي: في (ضعف) الأولى، و(ضعف) الثانية، و(ضعفا) الثالثة) بضم الضاد وفتحها في الثلاثة لكن الضم مختار /12.
[3976]:قد صرح بعض اللغويين أن الضعف بالضم في البدن وبالفتح في العقل / 12 وجيز.