مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ} (54)

{ الله الذى خَلَقَكُمْ مّن ضَعْفٍ } من النطف كقوله { مّن مَّاء مَّهِينٍ } [ المرسلات : 20 ] { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ } يعني حال الشباب وبلوغ الأشد { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً } يعني حال الشيخوخة والهرم { يَخْلُقُ مَا يَشَاء } من ضعف وقوة وشباب وشيبة { وَهُوَ العليم } بأحوالهم { القدير } على تغييرهم وهذا الترديد في الأحوال أبين دليل على الصانع العليم القدير . فتح الضاد في الكل : عاصم وحمزة ، وضم غيرهما وهو اختيار حفص ، وهما لغتان والضم أقوى في القراءة لما روي عن ابن عمر قال : قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم { من ضَعف } فأقرأني { من ضُعفٍ }