غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ} (54)

33

ثم أعاد من دلائل التوحيد دليلاً آخر من الأنفس وهو خلق الآدمي وذكر أحواله وأطواره وتقلبه من ضعف الطفولية إلى قوة الشباب والكهولة ومنها إلى ضعف الهرم . وفي قوله { خلقكم من ضعف } إشارة إلى أن أساس أمر الإنسان الضعف كقوله { خلق الإنسان من عجل } [ الأنبياء : 37 ] وقيل : من ضعف أي من نطفة . وهذا الترديد في الأطوار المختلفة أظهر دليل على وجود الصانع العليم القدير . وقوله { يخلق ما يشاء } كقوله في دليل الآفاق { فيبسطه في السماء كيف يشاء } [ الروم : 48 ] والكل إشارة إلى بطلان القول بالطبيعة المستقلة .

/خ33