الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ} (54)

قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } نطفة { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً } شباباً { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً } هرماً { وَشَيْبَةً } . قرأ يحيى وعاصم والأعمش وحمزة ( بفتح ) الضاد من الضعف ، غيرهم بالضمّ فيها كلّها ، واختارها أبو عبيد لأنّها لغة النبي صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا عبدالله بن حامد الوزان ، عن حامد بن محمد ، عن علي بن عبد العزيز قال أبو نعيم ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي قال : قرأت على ابن عمر { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً } يعني بالضم ، ثمّ قال : إنّي قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها عليَّ كما أخذتها عليك ، وكان عاصم الحجدري يقرأ { اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضُعْفٍ - بالضم - قُوّةً ثُمَّ مِنْ بَعْدِ قُوّة ضَعْفَاً - بالفتح - } أراد أن يجمع بين اللغتين . قال الفرّاء : الضمّ لغة قريش والنصب لغة تميم { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ } .