قوله : { مِنْ أُنْثَى } : " مِنْ " مزيدةٌ في " أُنْثى " وكذلك في " مِنْ مُعَمَّر " إلاَّ أنَّ الأولَ فاعلٌ ، وهذا مفعولٌ قام مَقامَه و " إلاَّ بعِلْمِه " حالٌ . أي : إلاَّ ملتبسةً بعلمه .
قوله : " مِنْ عُمُرِه " في هذا الضميرِ قولان ، أحدهما : أنه يعودُ على مُعَمَّرٍ آخرَ ؛ لأنَّ المرادَ بقوله : " مِنْ مُعَمَّر " الجنسُ فهو يعودُ عليه لفظاً ، لا معنى ، لأنه بعدَ أَنْ فَرَضَ كونَه معمَّراً ، استحال أَنْ يَنْقُصَ مِنْ عمرِه نفسِه ، كقول الشاعر :
3762 وكلُّ أناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم *** ونحن خَلَعْنا قيدَه فهو ساربُ
ومنه " عندي درهمٌ ونصفُه " أي : ونصفُ درهمٍ آخرَ . الثاني : أنه يعودُ على " مُعَمَّر " لفظاً . ومعنى ذلك : أنه إذا مضى مِنْ عُمُره حَوْلٌ أُحْصِيَ وكُتِبَ ، ثم حَوْلٌ آخرُ كذلك ، فهذا هو النَّقْصُ . وإليه ذهب ابنُ عباس وابن جبير وأبو مالك . ومنه قولُ الشاعرِ :
3763 حياتُك أَنْفاسٌ تُعَدُّ فكلَّما *** مضى نَفَسٌ منكَ انْتَقَصْتَ به جُزْءا
وقرأ يعقوبُ وسلام - وتُرْوى عن أبي عمروٍ - " ولا يَنْقُصُ " مبنياً للفاعلِ . وقرأ الحسن " مِنْ عُمْره " بسكون الميم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.