تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَٰجٗاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (11)

{ والله خلقكم من تراب } يعني آدم وهو أبوهم { ثم من نطفة } أي خلق البشر من ماء الرجل والمرأة { ثم جعلكم أزواجاً } أي ذكراً وأنثى { ولا تضع إلا بعلمه } يعني هو العالم بحمله وكيفيته ووضعه { وما يعمر من معمر } قيل : لا حياة لأحد مدة طويلة ولا قصيرة إلا بعلمه ، ومعناه ما يعمر من أحد وإنما سماه معمر إنما هو صائر إليه { إلا في كتاب } وصورته أن يكتب في اللوح إن حج فلان أو غزا فعمره أربعون سنة ، وإن حج وغزا فعمره ستون سنة ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن الصدقة والصلة يعمران الديار ويزيدان في الأعمار " وعن كعب أنه قال حين طعن عمر : لو أن عمر دعا الله لأخر في أجله ، فقيل لكعب : أليس الله قد قال : { إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } [ يونس : 49 ] ، قال : قد قال الله : { ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب } ، وعن سعيد بن جبير : يكتب في الصحيفة عمر كذا وكذا سنة ، ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخره ، عن قتادة : العمر من بلغ ستين سنة ، والمنقوص من عمره من يموت قبل ستين سنة ، والكتاب : اللوح ، ويجوز أن يريد بكتاب الله علمه أو صحيفة الانسان