ولما ذكر دليل الآفاق أكده بدليل الأنفس قائلاً { والله خلقكم من تراب } وفيه إشارة إلى خلق آدم { ثم من نطفة } وفيه إشارة إلى خلق أولاده . ومعنى { أزواجاً } أصنافاً أو ذكراناً وإناثاً . ثم أشار إلى كمال علمه بقوله { وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه } ثم بين نفوذ إرادته بقوله { وما يعمر من معمر } قال جار الله : معناه من أحد ولكنه سماه معمراً باعتبار ما يؤل إليه . وليس المراد تعاقب التعمير وخلافه على شخص واحد وإنما المراد تعاقبهما على شخصين فتسومح في اللفظ تعويلاً على فهم السامع كقول القائل : ما تنعمت بكذا ولا اجتويته إلا قل فيه ثوائي . وتأويل آخر وهو أن يراد لا يطول عمر إنسان ولا ينقص من عمر ذلك الإنسان بعينه { إلا في كتاب } وصورته أن يكتب في اللوح إن حج أو وصل الرحم فعمره أربعون سنة ، وإن جمع بين الأمرين فعمره ستون ، فإذا جمع بينهما فعمر ستين كان الغاية ، وإذا أفرد فعمر أربعين فقد نقص من تلك الغاية . وبهذا التأويل يستبين معنى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الصدقة والصلة تعمران الديار وتزيدان في الأعمار " ويصح ما استفاض على الألسن " أطال الله بقاءك " . وعن سعيد بن جبير يكتب في الصحيفة أن عمره كذا سنة ، ثم يكتب بعد ذلك في آخرها ذهب يوم ذهب يومان حتى تنقضي المدّة . وعن قتادة : المعمر من بلغ ستين ، والمنقوص من عمره من يموت قبل الستين . وذلك في علم الله . { إن ذلك } الذي ذكر من خلق الإنسان من المادة المذكورة أو الزيادة في الأعمار أو النقصان منها { على الله يسير } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.