ثم قال : { ردوها علي } أي : ردوا الخيل علي التي شغلتني على الصلاة .
{ فطفق مسحا بالسوق والأعناق } أي : طفق يضرب{[58282]} أعناقها وسوقها .
قال الحسن : قال سليمان : لا ، والله لا تشغلني عن عبادة ربي فكشف{[58283]} عراقيبها وضرب أعناقها . ولم يكن له فعل ذلك إلا وقد أباح الله ذلك له{[58284]} .
وقال ابن عباس{[58285]} : ( جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبا لها ){[58286]} .
قال بعض أهل العلم : هذا القول أحسن ، لأنه نبي ، ولم يكن ليعذب حيوانا بغير{[58287]} ذنب ويفسد مالا بلا سبب{[58288]} .
قال وهب من منبه : كانت الريح تحمل سليمان وجنوده ، وكانت تأتيه تُسمعه كلام كل متكلم ، ولذلك سمع كلام النملة .
قال : وإنه لمسير ذات يوم بجنده والريح تحمله ( إذ مر برجل ){[58289]} من بني إٍسرائيل وهو في حرث له يثير على مسحاة له يفجر{[58290]} في حرث له من نهر له إذ{[58291]} التفت فرأى سليمان وجنده{[58292]} بين السماء والأرض تهوي به الريح . فقال : لقد آتاكم لله آل داود . قال : فاحتملت الريح كلامه فقذفته في أذن سليمان عليه السلام فقال سليمان للريح : احبس ، فحبست . فنزل{[58293]} متقنعا بِبُرْدٍ لَهُ حتى أتى الرجل فقال له : ماذا قلت ؟ ! قال : رأيتك في سلطان الله الذي أتاك وما سخر لك ، فقلت : لقد آتاكم الله آل داود . فقال : صدقت ، كذلك قلت ، كذلك سمعت ولذلك حينئذ{[58294]} تخوفا عليك من{[58295]} الفتنة . تعلم ، الذي نفس سليمان بيده ، لثواب ( سبحان الله ) كلمة واحدة عند الله يوم القيامة أفضل من كل شيء رأيته أو أوتيه آل داود في الدنيا .
قال له الرجل : فَرَّجْتَ هَمِّي ، فرج الله همك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.