ثم وصف مآب الملائكة المقربين بعد بعثهم فقال { وترى } أيها الرائي أو النبي { الملائكة حافين } محدّقين وهو نصب على الحال . قال الفراء : لا واحد له لأنه لا بد فيه من الجمعية . وأقول : لعله عني من حيث الاستعمال . وقيل : الحاف بالشيء الملازم له . وقوله { من حول العرش } " من " زائدة أو ابتدائية أي مبتدأ خوفهم من هناك إلى حيث شاء الله أو متصل بالرؤية { يسبحون بحمد ربهم } تلذذاً لا تعبداً . وكان جوانب العرش دار ثواب الملائكة وإنها ملاصقة لجوانب الجنة . والضمير في قوله { وقضي بينهم } للعباد كلهم لقرائن ذكر القيامة فإن إدخال بعضهم النار وبعضهم الجنة لا يكون الإقضاء بينهم بالحق والعدل . وقيل : بين الأنبياء وأممهم . وقيل : تكرار لقوله { وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق } وقيل : هو حال وقد مقدرة معه أي يسبحون بحمد ربهم وقد قضى بينهم يعني بين الملائكة على أن ثوابهم ليس على سنن واحد . ويحتمل عندي أن يعود الضمير إلى البشر والملائكة جميعاً ، والقضاء بينهم هو إنزال البشر مقامهم من الجنة أو النار ، وإنزال الملائكة حول العرش . ثم ختم السورة بقوله { وقيل الحمد لله } والقائل المقضي بينهم وهم جميع العباد كقوله { وآخر دعواهم أن الحمد لله } [ يونس : 10 ] أ جميع الملائكة حمدوا الله على إنزال كلّ منزلته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.