غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (75)

32

ثم وصف مآب الملائكة المقربين بعد بعثهم فقال { وترى } أيها الرائي أو النبي { الملائكة حافين } محدّقين وهو نصب على الحال . قال الفراء : لا واحد له لأنه لا بد فيه من الجمعية . وأقول : لعله عني من حيث الاستعمال . وقيل : الحاف بالشيء الملازم له . وقوله { من حول العرش } " من " زائدة أو ابتدائية أي مبتدأ خوفهم من هناك إلى حيث شاء الله أو متصل بالرؤية { يسبحون بحمد ربهم } تلذذاً لا تعبداً . وكان جوانب العرش دار ثواب الملائكة وإنها ملاصقة لجوانب الجنة . والضمير في قوله { وقضي بينهم } للعباد كلهم لقرائن ذكر القيامة فإن إدخال بعضهم النار وبعضهم الجنة لا يكون الإقضاء بينهم بالحق والعدل . وقيل : بين الأنبياء وأممهم . وقيل : تكرار لقوله { وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق } وقيل : هو حال وقد مقدرة معه أي يسبحون بحمد ربهم وقد قضى بينهم يعني بين الملائكة على أن ثوابهم ليس على سنن واحد . ويحتمل عندي أن يعود الضمير إلى البشر والملائكة جميعاً ، والقضاء بينهم هو إنزال البشر مقامهم من الجنة أو النار ، وإنزال الملائكة حول العرش . ثم ختم السورة بقوله { وقيل الحمد لله } والقائل المقضي بينهم وهم جميع العباد كقوله { وآخر دعواهم أن الحمد لله } [ يونس : 10 ] أ جميع الملائكة حمدوا الله على إنزال كلّ منزلته .

/خ75