بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (75)

قوله عز وجل : { وَتَرَى الملائكة حَافّينَ } أي : ترى يا محمد الملائكة يوم القيامة محدقين ، { مِنْ حَوْلِ العرش يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ } أي : يسبحونه ، ويحمدونه .

{ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بالحق } أي : بين الخلق . وهو تأكيد لما سبق من قوله : { وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وَقُضِىَ بَيْنَهُم بالحق وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ الزمر : 69 ] { وَقِيلَ الحمد لِلَّهِ رَبّ العالمين } يعني : لما قضي بينهم بالحق . أي : بالعدل ، وميزوا من الكفار حمدوا الله تعالى . وقالوا : الحمد لله رب العالمين الذي قضى بيننا بالحق ، ونجانا من القوم الظالمين . وقال مقاتل : ابتدأ الدنيا بالحمد لله رب العالمين . وهو قوله : { الحمد للَّهِ الذي خَلَق السماوات والأرض } وختمها بقوله : { الحمد للَّهِ رَبّ العالمين } .