جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولٗاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (79)

{ ما أصابك } يا إنسان { من حسنة } من نعمة { فمن الله } تفضلا منه { وما أصابك من سيئة } بلية { فمن نفسك } بسبب شؤم ذنوبك{[1071]} وإنما كتبتها عليك فالحسنة إحسان ، والسيئة مجازاة يصل الكل من الله تعالى { وأرسلناك } يا محمد { للناس رسولا } حال قصد به التأكيد ويجوز تعلق للناس به فحينئذ قصد به التعميم أي : رسولا للناس كلهم { وكفى بالله شهيدا } على رسالتك .


[1071]:يعني إن نظرت على المبدأ الفاعلي فالكل منه، وإن نظرت إلى الواسطة والسبب فما هي إلا شؤم أنفسهم لا النبي، بل هو الواسطة لدفع المصائب ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وأما قوله: (قل كل من عند الله) فلدفع وهم ينشأ من قوله: (وما أصابك من سيئة فمن نفسك)/12 وجيز.