جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (19)

{ يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم } : الدين { على فترة{[1220]} من الرسل } أي جاء على حين فتور من الوحي أو حال من ضمير يبين { أن تقولوا } كراهة أن تقولوا { ما جاءنا من بشير ولا نذير } فتعتذروا به { فقد جاءكم بشير ونذير } أي : لا تعتذروا فقد جاءكم { والله على كل شيء قدير{[1221]} } فقادر على إرسال الرسل تترى ، وعلى الإرسال على فترة ، وعلى عقاب العاصي وثواب المطيع .


[1220]:أما الفترة بين أحمد وعيسى صلوات الله وسلامه عليهما خمسمائة وستون، وقيل: سبع مائة، وقيل غير ذلك، وذكر ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس والزمخشري عن الكلبي عن الفترة بين عيسى وموسى عليهما السلام ألف وسبعمائة وسنة/12.
[1221]:ولما ذكر تمردهم وكذبهم أخذ يذكر تمرد أسلافهم على موسى مع تذكيره إياهم بنعم الله تعالى حتى لا يطمع محمد صلى الله عليه وسلم في إخلاصهم فقال: (وإذ قال موسى لقومه) الآية/12 وجيز.