جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

{ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله } أي : هو كالأب لنا في العطوفة أو وجدوا في التوراة يا أبناء أحبارى فبدلوا بيا أبناء أبكارى ، وقيل : نحن أبناء رسل الله وقيل : جمع ابن الله للابن وأشياعه والابن بزعم الفريقين عزير وعيسى كقول أقارب الملك : نحن الملوك { وأحبّاؤه قل فلم يعذّبكم بذنوبكم } : في الدنيا والآخرة ، فإن الحبيب لا يعذب حبيبه أقبح{[1219]} لتعذيب والوالد لا يعذب ولده بل يؤدبه ويزكيه { بل أنتم بشر ممن خلق } : كسائر المخلوقات { يغفر لمن يشاء } وهو من آمن برسله { ويعذّب من يشاء } من مات على الكفر لا مزية لكم على سائر الخلق { ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير } فيجازي المحسن والمسيء .


[1219]:فإن المسخ والخسف تعذيب البتة وليس بتأديب/12 منه.