جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّـٰغُوتَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ} (60)

{ قل هل أُنبّئكم بشر من ذلك } : المنقوم { مثوبة عند الله } تمييز عن شر أي جاء ثابتا عنده ، وهو من باب : تحيتهم بينهم ضرب وجيع . فإن المثوبة مختصة بالخير { من لعنه الله } أي : هو دين من لعنه الله فلا بد من حذف مضاف هنا أو في قوله بشر من ذلك أي : من أهل ذلك { وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت } عطف على لعنه والطاغوت : العجل أو الكهنة أو الشيطان { أولئك شر مكانا } فيه مبالغة ليست في قوله أولئك شر{[1282]} قيل : لأن مكانهم سقر { وأضل عن سواء السبيل } : قصد الطريق المتوسط والمراد من صيغتي الزيادة مطلقا لا بالإضافة إلى المؤمنين .


[1282]:كما تقول في التعظيم سلام على مجلسه ففيه مبالغة، فإن كان ذلك في الآخرة يراد بالمكان حقيقة، لأن جهنم مكانهم. وإن كان ذلك في الدنيا فالمراد المكانة/12 وجيز.