جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (128)

{ ويوم يحشرهم جميعا } أي : اذكر يوم نحشر الثقلين قائلين : { يا معشر الجن } أي : الشياطين : { قد استكثرتم من الناس } أي : من إغوائهم{[1525]} أي : أضللتم كثيرا ، { وقال أولياؤهم } : محبوهم ومطيعوهم ، { من الإنس } : مجيبين لله عن ذلك ، { ربنا استمتع بعضنا ببعض } : بعضهم مطاع وبعضهم مطيع ، أو كان في الجاهلية إذا نزلوا مفازة قالوا : أعوذ بكبير هذا الوادي ، فيفتخر كبير الجن بتعوذ الإنس بهم ، ويقولون : نحن سيد الإنس والجن ، وهذا هو الاستمتاع ، { وبلغنا أجلنا الذي أجّلت لنا } : أي : القيامة والبعث ، وهذا اعتراف بطاعة الشيطان وتكذيب البعث ، وتحسر على حالهم ، { قال } : الله ، { النار مثواكم } : منزلكم ، { خالدين فيها } ، حال ، والعامل معنى الإضافة ، { إلا ما شاء الله } أي : هم مخلدون{[1526]} جميع الأوقات إلا مدة حياتهم في الدنيا والبرزخ أو المراد الانتقال من النار إلى أنواع أُخر من العذاب كالزمهرير ، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : إن هذه الآية آية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه{[1527]} لا ينزلهم جنة ولا نارا ، { إن ربك حكيم } : في أفعاله ، { عليم } : بأعمال خلقه .


[1525]:ففيه حذف مضاف كذا قدره ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن/12 منه.
[1526]:قال ابن عباس، ونعم ما قال: الله أعلم بثنياه وكذا قال قتادة وغيره اعترفوا بالعجز عن الفهم والتعيين وأحالوا العلم إلى الله في الاستثناء وعندي أن القول ما قالت حذام/12 وجيز.
[1527]:وعلى هذا النقل يكون ما بمعنى من/12 منه.