تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنۡـَٔوۡنَ عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (26)

الآية 26 وقوله تعالى : { وهم ينهون عنه وينأون عنه } أي يتباعدون منه ؛ ينهون غيرهم عن اتباعه ، ويتباعدون{[6984]} هم . ويحتمل ما ذكر في القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أبي طالب ، يدعوه إلى الإسلام ، اجتمعت قريش عنده ليريدوا بالنبي سوءا . قال أبو طالب ، وأنشد فيه :

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر ، وقر بذاك منك عيونا

فدعوتني ، وزعمت أنك ناصح ولقد صدقت ، وكنت ثم أمينا

وعرضت دينا ، قد علمت بأنه من خير أديان البرية دينا

لولا الذمامة ، أو أحاذر سبة لوجدتني سمحا بذاك متينا{[6985]}

كان ينهى الناس عن أذى محمد صلى الله عليه وسلم ويتباعد هو عنه ، فلا يتبعه في دينه ، فترك هذا .

وقوله تعالى : { وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون } إنهم بذلك يسعون في هلاك أنفسهم .


[6984]:- في الأصل وم: وتباعدون.
[6985]:- أدرجت هذه الأبيات في البحر المحيط مع اختلاف في اللفظ [4/ 471].