الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنۡـَٔوۡنَ عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (26)

{ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ }[ الأنعام :26 ] قال قتادة وغيره : المعنى : يَنْهَوْنَ عن القرآن ، وقال ابن عباس ، وغيره : يَنْهَوْنَ عن النبي صلى الله عليه وسلم والمعنى : ينهون غَيْرَهُمْ ، ويبعدون هم بأنفسهم ، والنَّأْيُ البُعْدُ .

قال ( ص ) : { وَإِن يُهْلِكُونَ } : إن نافية بمعنى ( ما ) ، و{ أَنفُسِهِمْ } مفعول ب { يُهْلِكُونَ } ، انتهى . { وَمَا يَشْعُرُونَ } معناه : ما يَعْلَمُونَ عِلْمَ حسٍّ ، ونَفْيُ الشعور مذمَّةٌ بالغة ، إذ البهائم تشعر وتحسّ ، فإذا قلت : فلان لا يَشْعُرُ ، فقد نَفَيْتَ عنه العِلْمَ النفي العام ، الذي يقتضي أنه لا يَعْلَمُ ولا المَحْسُوسات .