جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (51)

{ الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا{[1622]} } فاستهزءوا به أو جعلوا اللهو واللعب دينهم ، وهو ما زين لهم الشيطان كتحريم البحيرة والتصدية وغيرهما { وغرتهم الحياة الدنيا } فتركوا الآخرة { فاليوم ننساهم } نعاملهم معاملة الناسين فنخليهم في جهنم { كما نسوا لقاء يومهم هذا } فلم يستعدوا له { وما كانوا بآياتنا يجحدون } وكما كانوا منكرين أنه من عند الله .


[1622]:وفي الآية لطيفة عجيبة وذلك لأنه تعالى وصفهم بكونهم كافرين ثم بين من حالهم أنهم اتخذوا دينهم لهوا أولا ثم لعبا ثانيا ثم غرتهم الحياة الدنيا ثالثا ثم صار عاقبة هذه الأحوال والتدرجات أنهم جحدوا بآيات الله، وذلك يدل على أن حب الدنيا مبدأ كل آفة، وقد يؤدي حب الدنيا إلى الكفر و الضلال /12 كبير.