جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ} (12)

{ إذ يوحي } بدل ثالث أو بإضمار اذكر { ربك إلى الملائكة أني معكم } : بالعون النصر ، وهو مفعول يوحي ، وعند بعضهم أن الخطاب مع المؤمنين أي : أوحى للملائكة أن يولوا للمؤمنين : إن الله معكم { فثبتوا الذين آمنوا } ببشارة النصر ، أو بتكثير سوادهم ، ومحاربة أعدائهم { سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } : الخوف { فاضربوا فوق الأعناق } أي : الرؤوس أو أعاليها ، وهي المذابح ، قال ربيع بن أنس : كان الناس يعرفون قتلى الملائكة من قتيلهم ، بضرب فوق الأعناق ، وعلى البنان مثل سمة النار قد أحرق بها { واضربوا منهم كل بنان } : أصابع أو كل طرف ومفصل ، قيل : الخطاب في قوله فاضربوا للمؤمنين ، والأكثرون على أنه للملائكة .