الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (44)

ثم قال : { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا }[ 44 ] .

أي : أراكم ، أيها المؤمنون ، عدوكم ، قليلا ، وهم كثير لهون عليكم أمرهم ، فلا تجزعوا ولا تجبنوا ، ويقلل المؤمنين في أعينهم ، ليتركوا الاستعداد لهم ، فتهون على المؤمنين شوكتهم{[27515]} .

قال عبد الله بن مسعود : قُلّلوا في أعيننا يوم بدر ، حتى قلت لرجل{[27516]} إلى جانبي : أراهم{[27517]} سبعين ؟ قال : أراه مائة ، قال : فأسرنا رجلا منهم/فقلنا : كم كنتم ؟ قال : ألفا{[27518]} .

وكان من قول أبي جهل لأصحابه لما{[27519]} قلل الله عز وجل ، المسلمين في عينيه{[27520]} : يا قوم ، لا تقتلوهم بالسلاح ، ولكن خذوهم أخذا ، فاربطوهم بالحبال{[27521]} .

ثم قال : { ليقضي الله أمرا كان مفعولا }[ 44 ] .

أي : فعل ذلك ، فيظفركم بعدوكم ، وتكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى{[27522]} .

{ وإلى{[27523]} الله ترجع الامور }[ 44 ] .

أي : تصير في الآخرة إليه ، فيجازي كل نفس بما كسبت{[27524]} .


[27515]:جامع البيان 13/572، بتصرف يسير.
[27516]:في "ر": للرجل إلى جانب. وفي الأصل: لرجل إلى جانبي. وفي مصادر التوثيق أسفله، هامش 3: لرجل إلى جنبي. و"قعد إلى جنبه وإلى جانبه بمعنى"، المختار / جنب.
[27517]:في مصادر التوثيق أسفله: تراهم، بتاء مثناة من فوق.
[27518]:جامع البيان 13/572، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1710، وتفسير ابن كثير 2/315، وفتح القدير 2/358.
[27519]:في "ر": لما قلل الله (...) عينه المسلمين، ولعلها: عين المسلمين. وعين الشيء خياره، كما في المختار / عين.
[27520]:في "ر": أعينهم.
[27521]:طرف من أثر منسوب إلى السدي في جامع البيان 13/573، من: "يا قوم" وتمامه: "يقوله من القدرة في نفسه".
[27522]:هاهنا إيجاز يوضح بما في جامع البيان 13/573، الذي اعتمده مكي.
[27523]:في المخطوطتين: وإليه، وهو تحريف.
[27524]:جامع البيان 13/573، باختصار.