جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ} (83)

{ فإن رجعك الله إلى طائفة منهم } ، أي : من المخلفين . وليس كل من تخلف عن تبوك منافقا ، يعني : إن وصلت إلى المدينة وفيها طائفة منهم ، { فاستأذنوك للخروج } ، إلى غزوة أخرى بعد تبوك ، { فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا } ، إخبار في معنى النهي ، { إنكم رضيتم بالقعود } ، استئناف تعليل{[2043]} له ، { أول مرة } ، هي الخرجة إلى تبوك ، { فاقعدوا{[2044]} } ، حينئذ ، { مع الخالفين{[2045]} } ، أي : الرجال الذين تخلفوا{[2046]} بغير عذر ، أو مع النساء والصبيان والمرضى والزمنى{[2047]} قيل : مع المخالفين .


[2043]:يعني المراد من القلة أيام الدنيا، أخرجه على لفظ الأمر سيضحكون قليلا للدلالة على أنه حتم واجب لا يكون غيره/منه.
[2044]:كأنهم قالوا: لم لا نخرج معك؟ فقال: لأنكم رضيتم بالقعود أول مرة / 12 وجيز.
[2045]:وفي الآية دليل على أن الرجل إذا ظهر منه مكر وخداع وبدعة يجب الانقطاع عنه وترك مصاحبته؛ لأن الله سبحانه منع المنافقين من الخروج مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى الجهاد لما علم من مكرهم وخداعهم /لباب.
[2046]:أي: اقعدوا بعضكم مع بعض/منه.
[2047]:جمع زمن أزمانه بالفتح جائى ماندكى/12 صراح.