ثم عرف نبيه وجه الصلاح في سائر الغزوات فقال { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم } أي إن ردّك إلى المدينة . الرجع متعد مثل الرد ، والرجوع لازم . وإنما قال طائفه لأن منهم من تاب عن النفاق وندم أو اعتذر بعذر صحيح . وقيل : لم يكن المخلفون كلهم منافقين فأراد بالطائفة المخلفين من المنافقين . { فاستأذنوك للخروج } إلى غزوة أخرى بعد غزوة تبوك { فقل لن تخرجوا معي أبداً } عاقبهم بإسقاط عن ديوان الغزاة جزاء على تخلفهم لما فيه من الذم والطرد وصلاحاً لأمر الجهاد لما في استصحابهم من المفاسد المذكورة في قوله { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاَّ خبالاً } [ التوبة : 47 ] ويعني بأول مرة غزوة تبوك . وإنما لم يقل أول المرات معرفاً مجموعاً لأن المعنى إن فصلت المرات مرة مرة كانت هذه أولها نظيره «هو أفضل رجل » يعني إن عدّ الرجال رجلاً رجلاً كان هو أفضلهم . وإنما لم يقل «أولى مرة » لأن أكثر اللغتين «هند أكبر النساء » ولا يكاد يقال «هي أكبر امرأة » { فاقعدوا مع الخالفين } كقوله { وقيل اقعدوا مع القاعدين } { التوبة : 46 } والخالف من يخلف الرجل في قومه . وعن الأصمعي أنه الفاسد من خلف اللبن والنبيذ إذا فسد . وعن الفراء معناه المخالف . قال قتادة : ذكر لنا أن الخالفين الذين أمروا بالقعود كانوا اثني عشر رجلاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.