غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ} (83)

80

ثم عرف نبيه وجه الصلاح في سائر الغزوات فقال { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم } أي إن ردّك إلى المدينة . الرجع متعد مثل الرد ، والرجوع لازم . وإنما قال طائفه لأن منهم من تاب عن النفاق وندم أو اعتذر بعذر صحيح . وقيل : لم يكن المخلفون كلهم منافقين فأراد بالطائفة المخلفين من المنافقين . { فاستأذنوك للخروج } إلى غزوة أخرى بعد غزوة تبوك { فقل لن تخرجوا معي أبداً } عاقبهم بإسقاط عن ديوان الغزاة جزاء على تخلفهم لما فيه من الذم والطرد وصلاحاً لأمر الجهاد لما في استصحابهم من المفاسد المذكورة في قوله { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاَّ خبالاً } [ التوبة : 47 ] ويعني بأول مرة غزوة تبوك . وإنما لم يقل أول المرات معرفاً مجموعاً لأن المعنى إن فصلت المرات مرة مرة كانت هذه أولها نظيره «هو أفضل رجل » يعني إن عدّ الرجال رجلاً رجلاً كان هو أفضلهم . وإنما لم يقل «أولى مرة » لأن أكثر اللغتين «هند أكبر النساء » ولا يكاد يقال «هي أكبر امرأة » { فاقعدوا مع الخالفين } كقوله { وقيل اقعدوا مع القاعدين } { التوبة : 46 } والخالف من يخلف الرجل في قومه . وعن الأصمعي أنه الفاسد من خلف اللبن والنبيذ إذا فسد . وعن الفراء معناه المخالف . قال قتادة : ذكر لنا أن الخالفين الذين أمروا بالقعود كانوا اثني عشر رجلاً .