{ فَإِن رَّجَعَكَ الله إلى طَائِفَةٍ مّنْهُمْ } الرجع متعدّ كالردّ ، والرجوع : لازم ، والفاء لتفريع ما بعدها على ما قبلها ، وإنما قال { إلى طَائِفَةٍ } لأن جميع من أقام بالمدينة لم يكونوا منافقين بل كان فيهم غيرهم من المؤمنين لهم أعذار صحيحة ، وفيهم من المؤمنين من لا عذر له ، ثم عفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتاب الله عليهم كالثلاثة الذين خلفوا ، وسيأتي بيان ذلك ، وقيل : إنما قال : إلى طائفة ، لأن منهم من تاب عن النفاق ، وندم على التخلف { فاستأذنوك لِلْخُرُوجِ } معك في غزوة أخرى بعد غزوتك هذه { فَقُلْ } لهم : { لَّن تَخْرُجُواْ مَعِي أَبَدًا وَلَن تقاتلوا مَعِي عَدُوّا } أي : قل لهم ذلك عقوبة لهم ، ولما في استصحابهم من المفاسد ، كما تقدم في قوله : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } ، وقرئ بفتح الياء من معي في الموضعين ، وقرئ بسكونها فيهما ، وجملة : { إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بالقعود أَوَّلَ مَرَّةٍ } للتعليل ، أي لن تخرجوا معي ، ولن تقاتلوا ، لأنكم رضيتم بالقعود والتخلف أوّل مرّة ، وهي غزوة تبوك ، والفاء في { فاقعدوا مَعَ الخالفين } لتفريع ما بعدها على ما قبلها ، والخالفين جمع خالف ، كأنهم خلفوا الخارجين ، والمراد بهم : من تخلف عن الخروج ، وقيل : المعنى : فاقعدوا مع الفاسدين .
من قولهم : فلان خالف أهل بيته إذا كان فاسداً فيهم ، من قولك : خلف اللبن : أي فسد بطول المكث في السقاء . ذكر معناه الأصمعي ، وقرئ : «فاقعدوا مع الخالفين » وقال الفراء : معناه : المخالفين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.