تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ} (83)

قوله تعالى : ( فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ ) دل قوله ( رجعك الله إلى طائفة منهم ) أن ليس كل متخلف عنه في ذلك ، وهو[ في الأصل وم : فهو ] منافق ، ولا كل المنافقين امتنعوا ، وتخلفوا عنه .

وقوله تعالى : ( فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً ) لأنه أخبر أن خروجهم معهم لا يزيدهم ( إلا خبالا )[ التوبة : 47 ] وفسادا ؛ فيقول : ( لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) أي عوقبوا ( بالقعود أول مرة ) لنفاقهم .

وقوله تعالى : ( فقل لن تخرجوا معي أبدا ) أي لن آذن لكم أن ( تخرجوا معي أبدا ) و لن آذن لكم أن ( تقاتلوا معي عدوا ) ويحتمل ( لن تخرجوا ) أي وإن[ في الأصل وم : و ] أذنت لكم بالخروج فلن تخرجوا أبدا ( فاقعدوا مع الخالفين ) قيل : مع المتخلفين ، وهم المنافقون [ على[ ساقطة من الأصل وم ] ] ما ذكر . ويحتمل : أن اقعدوا مع أصحاب الأعذار . وقال بعضهم [ اقعدوا ][ ساقطة من الأصل و م ] مع النساء والزمنى ، وهو واحد .