المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{۞وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودٞ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَٰلِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٖ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرٖ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَاۗ وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّآ ءَاتَيۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (233)

تفسير الألفاظ :

{ حولين }أي عامين . والحول مصدر حال يحول أي مضى وتم ، والحول السنة لأنها تحول أي تمضى . جمعه أحوال وحئول . { المولود له } أي الأب . { رزقهن } أي نفقتهن . { وسعها } أي طاقتها . { لا تضار } أي لا تضر . { فصالا } أي فطاما للولد بفصله عن الرضاعة . { تسترضعوا } أي تطلبوا لهم مراضع . { إذا سلمتم } إلى المراضع .

تفسير المعاني :

على الأمهات اللاتي يردن أن يكملن رضاعة أولادهن أن لا يفطمنهم قبل بلوغهم السنتين . وعلى الآباء طعامهن وكسوتهن بقدر طاقتهم ، لا يكلف الله نفسا فوق ما تقدر عليه ، ولا يجوز إكراه الوالدة على إرضاع ولدها كما لا يجوز أن يكلف الأب ما فوق طاقتهم . وعلى الوارث للأب أي الولد – والمراد هنا القيم عليه في حالة موت الأب – مثل ما على الأب لو كان حيا من إطعام الأم وكسوتها ، فإن أراد الأب والأم فطام ولدهما بعد التشاور فيما بينهما فلا بأس عليهما في ذلك . وإن أردتم أيها الآباء أن تعينوا لأولادكم مراضع غير الأمهات فلا مانع من ذلك إذا آتيتموهن أجرتهن بالمعروف عن طيب نفس .

في هذه الآية من رعاية حقوق المرأة ما لا يعرف في غير الشريعة الإسلامية ، فإن المرأة كانت في تلك العصور محرومة من كل حق في كل أمة ، بل كانت أسيرة لا تملك لنفسها عدلا ولا صرفا حتى أشرق شرع لله فخلصها مما كانت فيه .