وقوله : { الرَّضَاعَةَ . . . }
القرّاء تقرأ بفتح الراء . وزعم الكسائي أن من العرب من يقول : الرضاعة بالكسر . فإن كانت فهي بمنزلة الوِكالة والوَكالة ، والدِّلالة والدَّلالة ، ومهرت الشيء مِهارة ومَهارة ؛ والرَّضاع والرِّضاع فيه مثل ذلك إلا أن فتح الراء أكثر ، ومثله الحِصاد والحَصاد .
وقوله { لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِها } يريد : لا تضارّرْ ، وهو في موضع جزم . والكسر فيه جائز " لا تضارِّ والدة " ولا يجوز رفع الراء على نيَّة الجزم ، ولكن نرفعه على الخبر . وأما قوله { وإِن تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا لا يضرُّكم كَيْدُهُمْم شَيْئا } فقد يجوز أن يكون رفعا على نيَّة الجزم ؛ لأن الراء الأوّلى مرفوعة في الأصل ، فجاز رفع الثانية عليها ، ولم يجز ( لا تضارُّ ) بالرفع لأن الراء إن كانت تفاعَل فهي مفتوحة ، وإن كانت تفاعِل فهي مكسورة . فليس يأتيها الرفع إلا أن تكون في معنى رفع . وقد قرأ عمر بن الخطَّاب " ولا يضارَرْ كاتِب ولا شهيد " .
ومعنى { لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِها } يقول : لا يُنزَعنّ ولدها منها وهي صحيحة لها لبن فيدفَع إلى غيرها . { وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ } يعنى الزوج . يقول : إذا أَرضعت صبيَّها وألِفها وعرفها فلا تضارَّنَّ الزوجَ في دفع ولده إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.