الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (4)

وقوله : { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } [ يونس : 4 ] .

إِنباءٌ بالبعث . وقوله : { يَبْدَأُ الخلق } يريد : النشأة الأولى ، والإِعادةُ : هي البَعْثُ من القبور . { لِيَجْزِيَ } : هي لام كَيْ ، والمعنى : أنَّ الإِعادة إِنما هي ليقع الجزاءُ على الأعمال . وقوله : { بالقسط } : أي : بالعدل . وقوله : { والذين كَفَرُوا } : ابتداء ، والحَمِيمُ الحارُّ المسخَّن ، وحميمُ النار فيما ذُكِرَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَدْنَاهُ الكَافِرُ مِنْ فِيهِ ، تَسَاقَطَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ ) وهو كما وصفه سبحانه : { يَشْوِي الوجوه } [ الكهف : 29 ] .