جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (4)

{ إليه } لا إلى غيره ، { مرجعكم جميعا } بالموت ، { وعد الله } مصدر مؤكد لنفسه ، { حقا } مصدر مؤكد لغيره ، { إنه يبدأ الخلق ثم يعيده } بعد إهلاكه ، { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط } بعدله لا ينقص من ثوابهم وفضل الله يؤتيه من يشاء وقيل : المراد عدلهم أي إيمانهم فإن الشرك لظلم عظيم ، { والذين كفروا لهم شراب من حميم } ماء حار انتهى حره ، { وعذاب أليم بما كانوا يكفرون } بسبب كفرهم وحاصله ليجزي الذين كفروا بشراب لكن غير النظم للمبالغة في استحقاقهم للعذاب ، وللإشارة إلى أن المقصود بالذات من الإعادة هو الإثابة ، وأما عقاب الكفرة فشيء ساقه إليهم شؤم أعمالهم وهذا أيضا عدل خصص المؤمنين بذكره لمزيد عناية وبشارة .