التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (4)

قوله تعالى : { إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يُعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون } .

وانظر تفسير قوله تعالى { كما بدأنا أول خلق نعيده } الأنبياء : 104 .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { يبدأ الخلق ثم يعيده } ، قال : يحييه ثم يميته . أ . ه .

قال أبو جعفر الطبري : وأحسبه أنا قال : ثم يحييه .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { والذين كفروا لهم شراب من حميم } الآية وذكر في هذه الآية الكريمة : أن الذين كفروا يعذبون يوم القيامة بشرب الحميم وبالعذاب الأليم ، والحميم : الماء الحار ، وذكر أوصاف هذا الحميم في آيات أخر كقوله : { يطوفون بينها وبين حميم آن } ، وقوله : { وسقوا ماء حميم فقطع أمعائهم } ، وقوله : { يصب من فوق رؤوسهم الحميم . يصهر به ما في بطونهم والجلود } ، قوله : { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه } الآية ، وقوله : { فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم } . وذكر في موضع آخر أن الماء الذي يسقون صديد -أعاذنا الله وإخواننا المسلمين من ذلك بفضله ورحمته- وذلك في قوله تعالى : { من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه } الآية . وذكر في الموضع الآخر أنهم يسقون مع الحميم الغساق ، كقوله : { هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج } وقوله : { لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا } والغساق : صديد أهل النار ، أعاذنا الله والمسلمين منها- وأصله من غسقت العين سال دمعها ، وقيل : هو لغة ، البارد المنتن ، والحميم الآني : الماء البالغ غاية الحرارة .