بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (4)

ثم خوفهم فقال : { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } ، يعني : مرجع الخلائق كلهم يوم القيامة . { وَعْدَ الله حَقّا } ، يعني : البعث كائناً وصدقاً . وقال الزجاج : { وَعَدَ الله } صار نصباً على معنى وعدكم الله وعداً ، لأن قوله { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ } معناه الوعد بالرجوع . { إنَّهُ يبدؤا الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ } ؛ قال أهل اللغة : الياء صلة ومعناه إنه بدأ الخلق ثم يعيده ، يعني : خلق الخلق في الدنيا ثم يحييهم بعد الموت يوم القيامة ، { ليجزي الذين آمنوا } ؛ يعني : لكي يثبت الذين آمنوا بالبعث بعد الموت ، { وَعَمِلُواْ الصالحات بالقسط } ؛ يعني : عملوا الطاعات بالعدل وقال الضحاك : يعني : الذين قاموا بالعدل وأقاموا على توحيده ، يعطيهم من رياض الجنة حتى يرضوا .

{ والذين كَفَرُواْ } ، يعني : ويجزي الذين كفروا . ثم بينّ جزاءهم ، فقال : { لَهُمْ شَرَابٌ مّنْ حَمِيمٍ } ، يعني : ماءً حاراً قد انتهى حره ، { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } ؛ يعني : يجحدون الرسالة والكتاب .