الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (4)

{ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ } معادكم { جَمِيعاً } نصب على الحال { وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً } صدقاً لا خُلف فيه ، وهو نصب على المصدر ، أي وعد الله وعداً حقّاً فجاء به حقّاً ، وقيل : على القطع ، وقرأ ابن أبي عبلة : وعد الله حق على الاستئناف ، ثم قال : { إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } أي يحميهم ابتداءً ثم يميتهم ثم يحييهم ، وقرأ العامة : إنّه ، [ بكسر الألف على الاستئناف . وقرأ أبو جعفر : أنه ، بالفتح على معنى : لأنه وبأنه ، كقول الشاعر :

أحقاً عباد الله أن لست زائراً *** بثينة أو يلقى الثريا رقيبها

{ لِيَجْزِيَ } ليثيب { الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ } بالعدل ثم قال : مبتدئاً { والَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ } ماء حار قد انتهى حرّه { حَمِيمٍ } وهو بمعنى محموم فعيل بمعنى مفعول ، وكل مسخن مُغلي عند العرب فهو حميم . قال المرقش :

وكل يوم لها مقطرة *** فيها كباء معدّ وحميم

{ وَعَذَابٌ أَلِيمُ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } .